آخر الأخبار

الخطوات الأولى في عالم المال: كيف بدأ و. د. جان رحلته الأسطورية نحو تحليل الأسواق؟

+ جدول التنقل

 

الخطوات الأولى في عالم المال: كيف بدأ و. د. جان رحلته الأسطورية نحو تحليل الأسواق؟

بعد سنوات التكوين في البيئة الريفية بتكساس، حيث غُرست فيه دروس عن قوانين الطبيعة وأهمية الزمن والدورات، اتخذ و. د. جان (W. D. Gann) خطوة حاسمة غيّرت مسار حياته بالكامل: الانتقال إلى عالم المال. لم يبدأ جان رحلته الأسطورية في التداول من قمة وول ستريت مباشرة؛ بل بدأها من الخطوات الأولى في وظائف متواضعة داخل المؤسسات المالية. هذه الفترة الانتقالية كانت حاسمة في صقل مهاراته، اكتساب الخبرة العملية اللازمة لفهم آليات الأسواق من الداخل، وملاحظة السلوكيات التي دفعت به لاحقاً للبحث عن النظام الكامن خلف الفوضى الظاهرية. كيف كانت هذه الخطوات الأولى؟ وما هي الخبرات التي اكتسبها جان في هذه الفترة والتي شكلت الأساس لأبحاثه ومنهجه الفريد في تحليل الأسواق المالية؟ فهم هذه البدايات يُساعدنا على تقدير رحلته وكيف تحول من شاب قادم من الريف إلى شخصية أسطورية في عالم التداول.
لم تكن البداية سهلة بالضرورة. كان عالم المال مختلفاً تماماً عن هدوء حقول القطن. ولكنه كان عالماً مليئاً بالفرص والتحديات التي جذبت فضول جان ورغبته في التعلم والفهم. يُعتقد أن جان بدأ في وظائف مكتبية بسيطة في شركات وساطة أو بنوك في مدن مثل نيو أورلينز قبل أن ينتقل إلى نيويورك، المركز المالي للولايات المتحدة. هذه الوظائف منحته فرصة لرؤية كيفية عمل الأسواق من الداخل، مشاهدة المتداولين والمستثمرين وهم يتفاعلون مع حركة الأسعار، وفهم الجانب العملي لعمليات البيع والشراء. هذه الخبرة المباشرة كانت ضرورية لتأطير بحثه النظري لاحقاً. لم يبحث جان عن الأسرار الكونية في الفراغ؛ بل بحث عنها في سياق المشهد اليومي الحقيقي للأسواق المالية التي خبرها بنفسه. هذا المقال سيسلط الضوء على الخطوات الأولى لو. د. جان في عالم المال، أنواع الوظائف التي شغلها، والخبرات التي اكتسبها والتي شكلت الأساس لرحلته البحثية والأسطورية في التداول.

 

في الأقسام التالية، سنتعمق في تفاصيل هذه الفترة المبكرة من حياة جان المهنية، نوعية الخبرات التي يُعتقد أنه اكتسبها، وكيف يُعتقد أن هذه الخبرات المباشرة في عالم المال أثرت على منهجه البحثي لاحقاً. فهم هذه الخطوات الأولى ضروري لتقدير التطور الذي حدث في فكره ومنهجيته التحليلية.

من الريف إلى المكتب: الوظائف الأولى في المؤسسات المالية

بعد فترة من العيش والعمل في بيئته الريفية، اتجه جان نحو المدن وبدأ حياته المهنية في مجال المال. يُعتقد أنه بدأ بوظائف ذات طبيعة مكتبية في شركات وساطة أو بنوك. هذه الوظائف لم تكن تتضمن بالضرورة اتخاذ قرارات تداول كبيرة في البداية، ولكنها منحته فرصة فريدة لمراقبة النظام المالي من الداخل.
  • العمل في شركات الوساطة: 👈 يُعتقد أن جان عمل في شركات وساطة مالية، حيث كان يتعامل مع أوامر البيع والشراء، سجلات العملاء، ومعلومات الأسعار المتدفقة. هذا وضعه في قلب العمليات اليومية للسوق. (يمكن إضافة صورة رمزية لمكتب قديم لشركة وساطة أو شخص يعمل على تسجيل بيانات هنا)
  • التعامل مع بيانات الأسعار: 👈 كان التعامل المباشر مع بيانات الأسعار (أسعار الفتح، الإغلاق، الأعلى، الأدنى) وحجم التداول جزءاً أساسياً من عمله. هذا الاحتكاك اليومي بالبيانات هو الذي جعله يُلاحظ الأنماط والدورات التي دفعت به لاحقاً لتطوير أدواته التحليلية.
  • مراقبة سلوك المتداولين والمستثمرين: 👈 العمل في هذه البيئة سمح له بمراقبة كيفية تفاعل المتداولين مع تحركات الأسعار، مشاعرهم (الخوف، الجشع)، وكيفية اتخاذهم للقرارات. هذا يُعتقد أنه أثر على فهمه لسيكولوجية السوق ودورها في تحريك الأسعار.
  • فهم آليات السوق: 👈 اكتسب جان فهماً عميقاً للآليات التي تعمل بها البورصات، كيفية تنفيذ الصفقات، وأنواع الأوامر المختلفة. هذه المعرفة العملية كانت أساسية عندما بدأ هو نفسه في التداول وتطوير استراتيجياته.
  • الانتقال بين المدن: 👈 يُعتقد أن جان انتقل بين مدن مختلفة في رحلته نحو فهم أعمق لعالم المال، وصولاً إلى نيويورك حيث تركزت معظم نشاطاته المهنية اللاحقة.
هذه الوظائف المبكرة في المؤسسات المالية كانت بمثابة “مدرسة” عملية لجان، حيث تعلم أبجديات عالم المال واكتسب الخبرة المباشرة التي لا يمكن الحصول عليها من الكتب فقط.

وظائف جان الأولى في عالم المال منحته فهماً عملياً لآليات الأسواق وبياناتها وسلوك المشاركين فيها.

ملاحظة الأنماط والبحث عن القوانين في الأسواق

الخبرة العملية التي اكتسبها جان في وظائفه المبكرة لم تكن مجرد روتين يومي؛ بل كانت بمثابة مختبر حي سمح له بتطبيق فضوله وملاحظاته التي تعلمها من بيئته الريفية على عالم المال. في هذه الفترة، يُعتقد أنه بدأ يُلاحظ الأنماط المتكررة في حركة الأسعار وحجم التداول، والتي لم تُفسرها أدوات التحليل التقليدية المتاحة آنذاك بشكل كامل.
  • ملاحظة تكرار الحركات السعرية: 👈 تعامله اليومي مع الرسوم البيانية وبيانات الأسعار سمح له بملاحظة أنماط معينة تتكرر بمرور الوقت، على الرغم من أن توقيت تكرارها كان يبدو غير منتظم في البداية. هذا يشبه ملاحظة تكرار أنماط الطقس أو نمو النباتات في الزراعة. (يمكن إضافة صورة رمزية لمخطط سعر يُظهر أنماطاً تتكرر هنا)
  • العلاقة بين السعر والوقت في الواقع العملي: 👈 في الممارسة اليومية، لاحظ جان أن بعض نقاط التحول في الأسعار تحدث بعد مرور فترات زمنية محددة من قمم أو قيعان سابقة، وأن حركة السعر في اتجاه معين تستغرق وقتاً معيناً. هذا يُعزز اهتمامه المبكر بالزمن كعامل حاسم.
  • البحث عن “السبب” وراء “النتيجة”: 👈 بناءً على مفهوم السبب والنتيجة الذي تعلمه في الزراعة، بدأ جان في البحث عن “الأسباب” الكامنة في حركة الأسعار التي تؤدي إلى “نتائج” مستقبلية (اتجاهات، نقاط تحول). لم يكتفِ بالوصف، بل أراد الفهم والتنبؤ.
  • عدم الرضا عن الأدوات التقليدية: 👈 يُعتقد أن الأدوات التحليلية المتاحة في أوائل القرن العشرين لم تكن كافية لتفسير أو التنبؤ بالأنماط والدورات التي كان جان يلاحظها. هذا دفعه لتطوير منهجه الخاص الذي يدمج أبعاداً أخرى غير السعر فقط.
  • بذور نظرية الدورات: 👈 ملاحظاته المبكرة لأنماط تكرار الأسعار وفترات التحول يُعتقد أنها كانت البذور الأولى لنظريته لاحقاً حول الدورات الزمنية في الأسواق.

 

الفترة التي قضاها جان في الخطوات الأولى في عالم المال لم تكن مجرد وظائف لكسب العيش؛ بل كانت فترة ملاحظة، تعلم، وتشكيل للأفكار الأولية التي قادته لاحقاً لتطوير منهجه التحليلي الفريد.

ملاحظات جان في بداياته المهنية عن الأنماط والعلاقة بين السعر والزمن شكلت أساس أبحاثه المستقبلية.

التحول إلى متداول ومحلل مستقل

بعد اكتساب خبرة عملية كافية وملاحظة الأنماط الأولية في الأسواق، اتخذ جان خطوة أخرى مهمة: التحول إلى متداول ومحلل مستقل. هذه الخطوة سمحت له بتطبيق أفكاره الخاصة بشكل مباشر وتطوير أدواته ومنهجيته دون قيود الوظائف التقليدية.
  • تطبيق الأفكار الأولية: 👈 كمتداول مستقل، بدأ جان في اختبار أفكاره حول العلاقة بين السعر والزمن والدورات على صفقات حقيقية. هذه التجربة العملية كانت ضرورية لتحسين وتطوير منهجه.
  • البحث المتعمق: 👈 تحرره من قيود الوظيفة سمح له بتخصيص وقت أطول للبحث المتعمق في المفاهيم الرياضية، الهندسية، الزمنية، وحتى الأسرار الكونية التي اعتقد أنها ذات صلة بالأسواق.
  • تطوير الأدوات: 👈 في هذه الفترة، يُعتقد أن جان بدأ في تطوير أدواته التحليلية الشهيرة مثل زوايا جان، ومربعات جان، وغيرها، بناءً على أفكاره وملاحظاته وتجاربه في التداول.
  • بناء السمعة الأولية: 👈 من خلال تنبؤاته ونجاحاته المزعومة في التداول، بدأ جان في بناء سمعة كخبير ومحلل يمتلك أساليب فريدة، مما قاد إلى المقابلة الشهيرة في عام 1909 التي زادت من شهرته.
التحول إلى متداول مستقل لم يكن مجرد تغيير في المسمى الوظيفي، بل كان بداية رحلة جان الأسطورية نحو تطوير منهجه التحليلي الفريد ومشاركة أفكاره مع العالم (من خلال كتبه ودوراته لاحقاً)، وهو التطور الذي قاده ليصبح الشخصية الأسطورية التي نعرفها اليوم.

التحول إلى متداول مستقل سمح لجان بتطبيق أفكاره وتطوير أدواته وبدء بناء سمعته كخبير فريد.

إرث الخطوات الأولى: دروس مستفادة

الخطوات الأولى لو. د. جان في عالم المال تُقدم دروساً مهمة لأي شخص يُريد التعمق في تحليل الأسواق وتطوير منهج خاص:
  • أهمية الخبرة العملية: 👈 لا يكفي التعلم النظري. فهم آليات السوق وسلوك المشاركين فيه يتطلب الخبرة المباشرة.
  • الملاحظة الدقيقة: 👈 كن مُلاحظاً جيداً للأنماط والدورات التي قد لا يُلاحظها الآخرون في حركة الأسعار والزمن.
  • التفكير النقدي والبحث عن ما وراء الظاهر: 👈 لا تقبل الفوضى الظاهرية. ابحث عن النظام والقوانين الكامنة.
  • دمج المعرفة من مجالات مختلفة: 👈 كما فعل جان بدمج دروس الطبيعة والرياضيات والهندسة والفلك مع عالم المال. التفكير متعدد التخصصات يُمكن أن يُقدم رؤى فريدة.
  • المثابرة في البحث والتطوير: 👈 تطوير منهج فريد يتطلب وقتاً وجهداً كبيراً.
قصة جان تُظهر أن الرحلة نحو التميز في أي مجال تتطلب أساساً قوياً من الخبرة، الملاحظة، الفضول، والمثابرة، بغض النظر عن نقطة البداية المتواضعة.

دروس من رحلة جان المبكرة: الخبرة العملية، الملاحظة، التفكير النقدي، ودمج المعرفة هي أساس تطوير منهج فريد.

الخلاصة النهائية: الخطوات الأولى لو. د. جان في عالم المال، والتي بدأت بوظائف مكتبية متواضعة في المؤسسات المالية بعد نشأته في حقول القطن بتكساس، كانت فترة حاسمة شكلت الأساس لرحلته الأسطورية في التداول وتحليل الأسواق. هذه الفترة منحته الخبرة العملية اللازمة لفهم آليات الأسواق من الداخل، والتعامل المباشر مع بيانات الأسعار وحجم التداول، ومراقبة سلوك المشاركين في السوق.
في هذه المرحلة، بدأ جان في **ملاحظة الأنماط والدورات** في حركة الأسعار، والتي لم تُفسرها الأدوات التقليدية آنذاك بشكل كافٍ. هذه الملاحظات، مُدمجة مع دروسه المبكرة عن أهمية الزمن والدورات وقوانين الطبيعة التي تعلمها في طفولته، شكلت الدافع وراء بحثه عن القوانين الخفية التي تُحكم الأسواق. الانتقال إلى متداول ومحلل مستقل سمح له بتطبيق أفكاره، تطوير أدواته الفريدة (مثل زوايا جان ومربعات جان)، وبدء بناء سمعته كخبير يمتلك أساليب تحليلية مختلفة.
قصة جان تُظهر أن الرحلة نحو التميز في عالم معقد مثل الأسواق المالية تتطلب أساساً قوياً يجمع بين الخبرة العملية العميقة والبحث الفكري المتواصل والرغبة في تجاوز المفاهيم التقليدية. الخطوات الأولى في عالم المال لم تكن نهاية رحلة جان؛ بل كانت البداية الفعلية لبحثه عن الأسرار الكونية التي يُعتقد أنها تُحكم الأسواق، وهو البحث الذي قاده ليصبح الشخصية الأسطورية التي نعرفها اليوم.
فكرة أخيرة: رحلة جان تعلمنا أن الخبرة المباشرة في السوق، مهما كانت بسيطة في البداية، هي كنز لا يُقدر بثمن. كن ملاحظاً جيداً، اربط ما تتعلمه من مجالات مختلفة، ولا تخف من البحث عن أنماطك وقوانينك الخاصة في الأسواق.

 

شارك المنشور

اترك تعليقاً

إعلان

إحصاءات

المقالات

[sbs_posts]

التعليقات

[sbs_comments]

المتابعين

+999

زيارات المقال

الكاتب

Exit mobile version