آخر الأخبار

الأرقام والاهتزازات في عالم و. د. جان: كيف استخدم علم الأعداد ومفهوم “الاهتزاز” لفهم إيقاعات الأسواق؟

+ جدول التنقل

 

الأرقام والاهتزازات في عالم و. د. جان: كيف استخدم علم الأعداد ومفهوم “الاهتزاز” لفهم إيقاعات الأسواق؟

في سعي و. د. جان (W. D. Gann) الدؤوب لكشف القوانين الكونية التي تُحكم الأسواق المالية، لم يكتفِ بالتركيز على الزمن وحده أو دمج الهندسة والفلك. لقد أولى جان أهمية خاصة لـ **الأرقام (Numbers)** والمفاهيم المرتبطة بها، وعلى رأسها مفهوم **”الاهتزاز” (Vibration)**. اعتقد جان أن كل شيء في الكون، بما في ذلك الأسهم والسلع والأسواق ككل، يمتلك **”اهتزازاً”** خاصاً به، وأن هذا الاهتزاز يُمكن تمثيله بالأرقام والنسب الرياضية والهندسية، وأن فهم هذه الأرقام واهتزازاتها هو المفتاح لفهم حركة الأسعار والتنبؤ بها. لم يكن هذا مجرد اعتقاد عابر؛ بل كان جزءاً لا يتجزأ من فلسفته التي ترى أن الأرقام تحمل دلالات أعمق من مجرد قيمتها العددية، وأنها مرتبطة بإيقاعات وطاقات خفية تُحرك الأسواق. هذا الجانب من منهج جان، الذي يجمع بين الأرقام ومفهوم الاهتزاز، يُعدّ مُكملاً لأدواته الأخرى ويُقدم منظوراً فريداً لفهم كيفية نظره إلى الأسواق ككيان يخضع لدورات وإيقاعات مُحددة يمكن التعبير عنها عددياً.
يُعتقد أن اهتمام جان بالأرقام ومفهوم الاهتزاز نابع من دراساته المُعمقة للكتب المقدسة والفلسفات القديمة والرياضيات. ففي العديد من التقاليد القديمة، كانت الأرقام تُعتبر ذات أهمية روحية أو كونية، وتُربط بمفاهيم مثل التناغم والإيقاع والبنية الأساسية للكون. جان، كـ “صائد أسرار”، سعى للعثور على هذه القوانين والأسرار في الأرقام وتطبيقها على الأسواق المالية. مفهوم “الاهتزاز” الذي تحدث عنه ليس مُشابهاً للاهتزازات الفيزيائية بالمعنى الحديث، بل هو أقرب إلى فكرة أن كل أصل مالي لديه “تردد” أو “إيقاع” خاص به يُحدد طبيعة حركته السعرية والزمنية. هذا التردد يُمكن تمثيله بالأرقام والنسب، وأن نقاط التحول في السوق تحدث عندما تصل هذه “الاهتزازات” إلى نقاط حرجة أو تتفاعل مع اهتزازات أخرى بطرق مُحددة. هذا المقال سيُقدم استكشافاً لأهمية الأرقام ومفهوم الاهتزاز في عالم و. د. جان، يشرح فكرته الأساسية، وكيف يُعتقد أنه استخدم علم الأعداد والمفاهيم المرتبطة بها لفهم إيقاعات الأسواق والتنبؤ بها.

 

في الأقسام التالية، سنُفكك مفهوم الأرقام والاهتزازات في سياق جان. سنشرح الفلسفة الكامنة وراءها، نُقدم أمثلة على كيفية استخدام جان للأرقام والنسب لتحديد نقاط التحول، ونوضح كيف يرتبط مفهوم الاهتزاز بأدواته الزمنية والسعرية. فهم هذا الجانب ضروري لتقدير عمق منهجه الذي يرى في الأرقام أكثر من مجرد قيم عددية.

مفهوم “الاهتزاز” (Vibration) في فلسفة جان

مفهوم “الاهتزاز” هو أحد أكثر المفاهيم غموضاً في نظرية جان، وهو ليس مصطلحاً فيزيائياً بالمعنى الحديث. بدلاً من ذلك، يُمكن فهمه على أنه يشير إلى:
  • الإيقاع الداخلي للأصل المالي: 👈 اعتقد جان أن كل سهم أو سلعة أو سوق لديه “إيقاع” أو “تردد” خاص به يُحدد طبيعة حركته، سرعته، ونقاط التوقف أو الانعكاس المحتملة. هذا الإيقاع فريد لكل أصل. (يمكن إضافة صورة رمزية لسهم سعر مع موجات أو اهتزازات تصدر منه هنا)
  • القوة الدافعة للحركة: 👈 اعتقد أن هذا “الاهتزاز” هو الذي يدفع الأسعار للتحرك في اتجاه معين، وأن قوة هذا الاهتزاز تتغير بمرور الوقت.
  • قابلية التمثيل بالأرقام والنسب: 👈 يُعتقد أن جان رأى أن هذا “الاهتزاز” يُمكن التعبير عنه من خلال أرقام ونسب رياضية وهندسية مُحددة تظهر على الرسوم البيانية (مثل النسب السعرية والزمنية، الزوايا، والمربعات).
  • التفاعل بين الاهتزازات: 👈 يُعتقد أن جان بحث أيضاً عن كيفية تفاعل “اهتزاز” أصل مالي مع “اهتزازات” أخرى (مثل اهتزاز السوق ككل، أو اهتزاز كوكب معين في التنجيم المالي)، وأن هذا التفاعل يُمكن أن يُشير إلى نقاط تحول مهمة.
مفهوم الاهتزاز هو جزء من فلسفة جان التي ترى أن هناك نظاماً خفياً يُحكم الأسواق، وأن هذا النظام يعتمد على إيقاعات وطاقات يُمكن التعبير عنها عددياً وهندسياً.

مفهوم الاهتزاز يشير إلى الإيقاع الداخلي للأصل المالي وقوته الدافعة، ويُعتقد أنه يُمكن تمثيله بالأرقام والنسب.

أهمية الأرقام في منهج جان: من القيمة إلى الدلالة

لم تكن الأرقام بالنسبة لجان مجرد قيم عددية تُشير إلى سعر أو كمية. اعتقد أن للأرقام أهمية أعمق وأنها تحمل دلالات تتعلق بالإيقاعات والدورات والقوانين الكونية. هذا الاهتمام بالأرقام يُشبه علم الأعداد (Numerology) في بعض جوانبه، ولكنه في سياق جان كان مُركزاً على تطبيقها على حركة الأسواق.
  • الأرقام كنقاط مرجعية زمنية وسعرية: 👈 استخدم جان أرقاماً مُحددة (مثل 90، 180، 360 للأيام؛ 13، 26، 52 للأسابيع؛ 7، 10، 20، 50، 60 للسنوات) كنقاط مرجعية للدورات الزمنية. كما استخدم أرقاماً سعرية مُحددة (مثل تلك الموجودة في مربع التسعة أو النسب المئوية مثل 50%، 100%) كمستويات دعم ومقاومة مهمة. (يمكن إضافة صورة رمزية لمجموعة من الأرقام الهامة بجانب مخطط سعر هنا)
  • الأرقام تُمثل الزوايا والعلاقات الهندسية: 👈 في أدوات مثل مربع التسعة وزوايا جان، الأرقام ليست مُجرد أرقام؛ مواقعها الهندسية (على الزوايا) تُشير إلى علاقات مهمة بين السعر والزمن، وأن الانتقال من رقم لآخر بزاوية مُحددة يُشير إلى تغير في الاهتزاز أو الاتجاه.
  • الأرقام من الكتب المقدسة والفلسفات القديمة: 👈 يُعتقد أن جان استمد بعض الأرقام والنسب التي استخدمها من دراساته للكتب المقدسة والفلسفات القديمة التي تُولي أهمية لبعض الأرقام (مثل 7، 12، 49، 50، 60، 144). اعتقد أن هذه الأرقام تحمل أسراراً عن قوانين كونية تُطبق على الأسواق. (يمكن إضافة صورة رمزية لرمز رقمي مقدس أو كتاب قديم مع أرقام هنا)
  • الأرقام كنقاط التقاء (Squaring): 👈 في مفهوم موازنة السعر والوقت (Price-Time Squaring)، الأرقام التي تُمثل مسافة سعرية وأخرى تُمثل فترة زمنية تتساوى عند نقطة حرجة تُشير إلى تغير محتمل.

 

الأرقام في منهج جان ليست مجرد أدوات حسابية؛ إنها جزء من فلسفة ترى أن للكون بنية عددية وأن هذه البنية تنعكس في حركة الأسواق.

جان رأى في الأرقام دلالات أعمق تُشير إلى إيقاعات ودورات وقوانين كونية تُحكم الأسواق.

ربط الأرقام والاهتزازات بالأسواق: تطبيقات عملية

كيف يُعتقد أن جان ربط هذه المفاهيم (الأرقام والاهتزازات) بتحليل وتداول الأسواق عملياً؟
  • تحديد مستويات الدعم والمقاومة بناءً على الأرقام الهامة والنسب. 👈 استخدام الأرقام التي تقع على الزوايا في مربع التسعة، أو النسب المئوية الهامة (مثل 50%، 100% من الحركة السابقة)، أو الأرقام الكاملة (مثل 100، 200، 1000) كمستويات يُرجح أن يتفاعل معها السعر. اعتقد أن هذه الأرقام تُمثل مستويات يتغير عندها “الاهتزاز” أو “القوة” الدافعة للسعر.
  • تحديد نقاط التحول الزمنية بناءً على الدورات الزمنية العددية. 👈 البحث عن فترات زمنية مستقبلية تُعادل أرقاماً مُحددة (مثل 90 يوماً، 180 يوماً، 52 أسبوعاً، 7 سنوات) من قمم أو قيعان سابقة. اعتقد أن هذه الأرقام الزمنية تُمثل نقاطاً تكتمل فيها الدورات ويُرجح أن يتغير فيها “إيقاع” السوق. (يمكن إضافة صورة رمزية لرسم بياني مع خطوط عمودية عند دورات زمنية هامة هنا)
  • ربط السعر بالزمن من خلال “موازنة” الأرقام. 👈 في تقنية موازنة السعر والوقت، الأرقام التي تُمثل مسافة سعرية معينة (مثلاً، 50 وحدة سعرية) يتم مقارنتها بالأرقام التي تُمثل فترة زمنية معينة (مثلاً، 50 وحدة زمنية). عندما يتساوى هذان الرقمان، يُرجح أن يحدث تغير في “الاهتزاز” أو الاتجاه. (يمكن إضافة صورة رمزية لميزان يوازن بين عددين مختلفين يمثلان السعر والزمن هنا)
  • استخدام الأرقام من الكتب المقدسة والفلك لتأكيد الإشارات. 📌 في المستويات الأكثر تعقيداً، يُعتقد أن جان استخدم الأرقام ذات الأهمية الخاصة (من دراساته الأخرى) أو الأرقام المرتبطة بمواقع الكواكب لتأكيد الإشارات القادمة من أدواته الأخرى. اعتقد أن هذه الأرقام تُشير إلى لحظات تتوافق فيها “اهتزازات” السوق مع اهتزازات كونية أكبر.
  • كل سعر له “تردد” أو “اهتزاز” خاص به. 📌 يُعتقد أن جان رأى أن كل سعر هو جزء من سلسلة من الاهتزازات، وأن فهم هذه السلسلة يُمكنه من تحديد الأرقام (الأسعار) التالية التي يُرجح أن يتجه إليها السوق.
بشكل أساسي، جان استخدم الأرقام كوسيلة لقياس ووصف “اهتزاز” السوق وإيقاعاته، وتحديد النقاط العددية والزمنية التي يُرجح أن يحدث عندها تغيير في هذا الاهتزاز والاتجاه.

الأرقام والاهتزازات تُستخدم في منهج جان لتحديد مستويات دعم/مقاومة، نقاط تحول زمنية، ولربط السعر بالزمن.

الغموض والجدل

مثل جوانب أخرى من منهج جان (خاصة التنجيم المالي)، فإن مفهوم “الاهتزاز” واستخداماته المعقدة للأرقام يكتنفه الغموض ويُثير الجدل:
  • مفهوم “الاهتزاز” غير مُعرف علمياً بوضوح. 👈 ليس هناك تعريف فيزيائي أو رياضي مُعترف به لمفهوم “اهتزاز سهم مالي”. يُعدّ مفهوماً فلسفياً أكثر منه علمياً.
  • كيفية قياس “الاهتزاز” عملياً. 👈 على الرغم من أن جان يُشير إلى تمثيله بالأرقام والنسب، فإن كيفية قياس “اهتزاز” سهم معين في أي لحظة زمنية معينة يظل غامضاً وصعب التطبيق بدقة.
  • الربط بين الأرقام المقدسة والفلكية بالأسواق يفتقر لدليل علمي. 📌 هذا الجانب يظل مُشابهاً للجدل حول التنجيم المالي. يرى النقاد أنه لا يوجد أساس علمي لربط أهمية رقم معين أو موقع كوكب معين بحركة سعر سهم.
  • الذاتية في اختيار الأرقام ونقاط البداية. 📌 قد يختار متداولون مختلفون أرقاماً مختلفة أو نقاط بداية مختلفة لتطبيق أساليب جان المرتبطة بالأعداد، مما يؤدي إلى نتائج مختلفة.

 

على الرغم من الغموض، فإن هذا الجانب يظل محورياً في فلسفة جان لمن يُريد فهمها بعمق.

مفهوم الاهتزاز واستخدام الأرقام في منهج جان محاط بالغموض ويفتقر لدليل علمي مباشر، مما يُثير الجدل.

هل يُمكن تطبيق علم الأعداد والاهتزازات في التداول اليوم؟

بالنسبة للمتداولين اليوم، تطبيق الجانب الكامل من علم الأعداد والاهتزازات في منهج جان قد يكون صعباً للغاية بسبب الغموض وعدم وجود دليل علمي مباشر. ومع ذلك، يُمكن استخلاص بعض الأفكار العامة:
  • التركيز على الأرقام الكاملة والنسب المئوية الهامة كمستويات نفسية: 👈 بغض النظر عن فلسفة جان، الأرقام الكاملة (100، 500، 1000) والنسب المئوية (50% تصحيح، 100% امتداد) غالباً ما تعمل كمستويات دعم ومقاومة نفسية في الأسواق بسبب سلوك المتداولين. يُمكن استخدام هذا المفهوم بشكل عملي.
  • الاهتمام بالدورات الزمنية العددية الواضحة: 👈 البحث عن دورات زمنية (مثل 90 يوماً، 52 أسبوعاً) التي يبدو أنها تكررت في تاريخ السعر قد يُقدم رؤى حول التوقيت المحتمل لنقاط التحول، بغض النظر عن ارتباطها بأرقام مقدسة أو فلكية.
  • التعامل مع مفهوم “الاهتزاز” كـ “زخم” أو “قوة الحركة”: 👈 يُمكن تفسير مفهوم الاهتزاز بشكل مُبسط على أنه يشير إلى قوة الحركة الاتجاهية وسرعتها. يُمكن استخدام مؤشرات الزخم التقليدية (مثل RSI، MACD) أو تحليل سرعة الحركة لتحديد “اهتزاز” السوق الحالي.
  • التعامل مع هذا الجانب كجزء من البحث الفلسفي لجان: 👈 إذا كنت مهتماً بفلسفة جان ككل، فإن دراسة هذا الجانب ضرورية لفهم منهجه، حتى لو لم تُطبقه بشكل مباشر في تداولك اليومي.

 

علم الأعداد والاهتزازات في منهج جان هو الجانب الأكثر تجريداً وغموضاً، ويتطلب تفسيراً حذراً عند محاولة تطبيقه في التداول الحديث.

تطبيق علم الأعداد والاهتزازات اليوم يتطلب تفسيراً حذراً وربطاً بمفاهيم تحليلية أخرى.

الخلاصة النهائية: في عالم و. د. جان، لم تكن الأرقام مجرد قيم عددية، بل كانت تحمل دلالات أعمق وتُمثل **إيقاعات واهتزازات** السوق. يُعدّ مفهوم **”الاهتزاز”** من المفاهيم المحورية في فلسفته، ويُشير إلى الإيقاع الداخلي والقوة الدافعة لكل أصل مالي، ويُعتقد أنه يُمكن تمثيله وقياسه من خلال الأرقام والنسب الرياضية والهندسية.
جان استخدم الأرقام، التي يُعتقد أنه استمد بعض أهمها من دراساته للكتب المقدسة والفلسفات القديمة والفلك، لتحديد **مستويات دعم ومقاومة سعرية**، **نقاط تحول زمنية** بناءً على الدورات العددية، و**لربط السعر بالزمن** في أدواته مثل مربع التسعة ومفهوم موازنة السعر والوقت. كان الهدف هو استخدام هذه الأرقام للكشف عن إيقاعات السوق والتنبؤ بمتى وأين يُرجح أن يتغير “الاهتزاز” والاتجاه.
ومع ذلك، فإن مفهوم “الاهتزاز” واستخدام جان المعقد للأرقام يكتنفه **الغموض ويُثير الجدل**، ويفتقر لدليل علمي مباشر، مما يجعل تطبيقه الكامل في التداول الحديث تحدياً كبيراً. بالنسبة للمتداولين اليوم، يُمكن استخلاص بعض الأفكار العامة من هذا الجانب (مثل أهمية الأرقام الكاملة كمستويات نفسية، أو اعتبار الدورات الزمنية العددية الواضحة)، ولكن يجب التعامل معه بحذر شديد وكن جزءاً من البحث الفلسفي لجان بدلاً من كونه قاعدة لتداول مباشر.
علم الأعداد والاهتزازات هو الجانب الأكثر تجريداً في منهج جان، ولكنه ضروري لفهم عمق فلسفته التي رأت في الكون نظاماً عددياً وهندسياً ينعكس في الأسواق المالية.
فكرة أخيرة: لا تبحث عن “رقم سحري” واحد في منهج جان. ركز على فهم كيفية ربطه بين الأرقام، الزمن، السعر، والزوايا في نظام متكامل. هذا الفهم الشامل هو الأكثر قيمة، حتى لو لم تطبق الجوانب الأكثر غموضاً.

 

شارك المنشور

اترك تعليقاً

إعلان

إحصاءات

المقالات

[sbs_posts]

التعليقات

[sbs_comments]

المتابعين

+999

زيارات المقال

الكاتب

Exit mobile version