التنجيم المالي عند و. د. جان: هل كان يعتمد حقاً على الكواكب للتنبؤ بالأسواق؟ حقيقة أم خرافة؟ مناقشة استخداماته الفلكية المثيرة للجدل
بين جميع جوانب منهج و. د. جان (W. D. Gann) في تحليل الأسواق المالية، يظل الجانب المتعلق بـ **التنجيم الفلكي (Financial Astrology)** هو الأكثر غموضاً، إثارة للجدل، وغالباً ما يُقابل بالتشكيك والإنكار من قبل المحللين الماليين التقليديين. على الرغم من أن جان تحدث بشكل علني عن أهمية **الزمن** ودوراته والقوانين الطبيعية التي تُحكم الأسواق، فإن العديد من مُتبعيه والباحثين في أعماله يُشيرون إلى وجود **تلميحات قوية، رموز، وحسابات** في كتاباته ودوراته التعليمية (وخاصة روايته “النفق عبر الهواء”) تُشير إلى أنه كان يستخدم حركات الكواكب، مواقعها، وعلاقاتها الفلكية (مثل الزوايا بين الكواكب) للتنبؤ بنقاط التحول الرئيسية في الأسواق المالية. هذا الادعاء، بأن أسطورة التداول كان يعتمد على النجوم والكواكب في تحليلاته، يُثير تساؤلاً حاسماً: **هل كان و. د. جان يعتمد حقاً على التنجيم الفلكي للتنبؤ بالأسواق؟** وهل هذا الجانب من منهجه يُمثل “الحقيقة” التي بحث عنها في القوانين الكونية، أم أنه مجرد “خرافة” أو إساءة تفسير لأفكاره التي كانت تستند إلى الرياضيات والدورات الزمنية فقط؟
الربط بين حركات الكواكب والأسواق المالية هو فكرة قديمة، ولكن جان يُعتقد أنه قام بتطبيقها بشكل مُنهجي وربطها بأدواته الزمنية والسعرية. يُشير مُتبعوه إلى أن جان أولى اهتماماً خاصاً لدراسة علم الفلك، وأنه وجد علاقات متكررة بين أحداث فلكية مُحددة (مثل تراجعات الكواكب، انتقالها بين الأبراج، أو تشكيلها لزوايا مُحددة بالنسبة للأرض أو لبعضها البعض) ونقاط التحول في الأسعار. يُزعم أن هذه العلاقات الفلكية كانت جزءاً من “القوانين الطبيعية” التي تحدث عنها، وأنها كانت تُوفر له دقة إضافية في تحديد متى يُرجح أن تتغير اتجاهات السوق. ولكن، نظراً لأن جان لم يُقدم شرحاً واضحاً ومباشراً لكيفية تطبيق التنجيم الفلكي في كتاباته العامة (ربما كان جزءاً من “الأسرار” في دوراته المتقدمة أو مُشفر في روايته)، فإن هذا الجانب يظل موضوعاً للتفسيرات المختلفة والجدل العنيف بين مُتبعي جان وأنفسهم، وبينهم وبين المحللين الماليين التقليديين الذين يرفضون التنجيم الفلكي بشكل كامل. هذا المقال سيُناقش استخدامات جان المزعومة للتنجيم الفلكي، يستعرض الدلائل التي تُشير إلى ذلك، ويُقدم نظرة على الجدل الدائر حول هذا الجانب الأكثر غموضاً في منهجه، ليُساعدك على تكوين رأيك الخاص حول ما إذا كان هذا الجانب يُمثل “حقيقة” في أساليب جان أم مجرد “خرافة”.
في الأقسام التالية، سنُفكك هذا الموضوع المثير للجدل. سنستعرض الدلائل التي تُشير إلى أن جان كان يستخدم التنجيم الفلكي، لماذا يُعتقد أنه فعل ذلك، كيف يُمكن ربط هذا الجانب بأدواته الزمنية والسعرية الأخرى، ونُقدم نظرة على الجدل الدائر بين المؤيدين والمنتقدين. فهم هذا الجانب ضروري لأي شخص يُريد استكشاف منهج جان بشكل كامل وتقدير طبيعته الغامضة وغير التقليدية.
الدلائل التي تُشير إلى استخدام جان للتنجيم الفلكي
جان نفسه لم يُعلن صراحةً وبتفصيل كامل عن استخدامه للتنجيم الفلكي في كتاباته العامة، ولكنه ترك العديد من التلميحات والإشارات في مؤلفاته ودوراته التي يُفسرها مُتبعوه على أنها دليل على هذا الاستخدام. أبرز هذه الدلائل تشمل:
- 1. الإشارات المتكررة إلى علم الفلك والقوانين الكونية في كتاباته. 📌 في كتبه ودوراته، وخاصة روايته “النفق عبر الهواء”، يُشير جان مراراً وتكراراً إلى أهمية دراسة علم الفلك، حركات الكواكب، البحث عن القوانين الكونية التي تُحكم كل شيء. هذه الإشارات تُعدّ قوية جداً لدرجة يصعب تجاهلها في سياق بحثه عن “القوانين الطبيعية” في الأسواق. (يمكن إضافة صورة رمزية لرموز فلكية تتكرر في نص كتاب هنا)
- 2. تركيزه على الدورات الزمنية بأطوال مُحددة. 📌 بعض الدورات الزمنية التي أشار إليها جان (مثل 7، 10، 12، 20، 50، 60، 90 سنة) تتوافق مع دورات فلكية مُحددة للكواكب (مثل دورة زحل 29.5 سنة، دورة المشتري 11.86 سنة، دورة أورانوس 84 سنة، نصف دورة نبتون 82 سنة). يُعتقد أنه استخدم هذه الدورات الفلكية كأساس لدوراته الزمنية في الأسواق. (يمكن إضافة صورة رمزية لدورات كواكب معينة هنا)
- 3. استخدامه للزوايا (Angles) في تحليل السعر والزمن. 📌 الزوايا في علم الفلك (مثل 0° الاقتران، 90° التربيع، 180° التقابل، 120° التثليث، 60° التسديس) تُمثل علاقات مُحددة بين الكواكب يُعتقد أنها ذات أهمية في التنجيم. جان استخدم زوايا مماثلة (مثل 45°، 90°، 180° على مخطط مربع التسعة) لربط الأرقام والزمن. يُعتقد أن هذا ليس مجرد صدفة، وأن الزوايا في منهجه مستمدة من الزوايا الفلكية. (يمكن إضافة صورة رمزية لزوايا فلكية مع زوايا جان هنا)
- 4. استخدام التواريخ المحددة في روايته. 📌 التواريخ والأرقام في رواية “النفق عبر الهواء” يُعتقد أنها لا تُشير فقط إلى دورات زمنية، بل أيضاً إلى مواقع كواكب أو أحداث فلكية مُحددة استخدمها جان كنقاط مرجعية للتنبؤ.
- 5. شهادات من بعض تلاميذه أو مُتبعيه الأوائل. 📌 بعض الأشخاص الذين درسوا مع جان أو كانوا على دراية بعمله أشاروا (بعد وفاته) إلى أنه كان يستخدم علم الفلك في تحليلاته، على الرغم من أنه لم يُعلن ذلك للعامة بشكل واسع.
هذه الدلائل تُشير بقوة إلى أن جان لم يكن مجرد محلل فني تقليدي، وأن علم الفلك لعب دوراً (مهماً أو ثانوياً) في منهجه التحليلي والتنبؤي.
الدلائل تُشير إلى أن جان استخدم مفاهيم فلكية كجزء من بحثه عن القوانين الكونية التي تُحكم الأسواق.
لماذا يُعتقد أن جان استخدم التنجيم المالي؟
إذا كان جان يستخدم التنجيم المالي، فلماذا فعل ذلك؟ الإجابة تكمن في فلسفته وبحثه عن القوانين الكونية:
- بحثاً عن القوانين الكونية التي تُحكم كل شيء: 👈 اعتقد جان أن القوانين التي تُحكم حركة الكواكب هي نفسها التي تُحكم الظواهر الطبيعية على الأرض (مثل المد والجزر، المواسم)، وأن هذه القوانين تُؤثر أيضاً على السلوك البشري الجماعي الذي ينعكس في الأسواق. رأى في علم الفلك وسيلة لفهم هذه القوانين وتطبيقها للتنبؤ بالأسواق. (يمكن إضافة صورة رمزية للكون أو الكواكب تؤثر على الأرض هنا)
- إيجاد نظام مُنظم للزمن: 👈 الزمن في علم الفلك مُنظم جداً ويخضع لدورات دقيقة لحركات الكواكب. ربط الزمن في الأسواق بالزمن الفلكي قد يُقدم نظاماً مُحدداً ودقيقاً للتنبؤ بمتى يُرجح أن تحدث نقاط التحول، أكثر من مجرد ملاحظة دورات زمنية تاريخية قد لا تكون دقيقة دائماً.
- الحصول على دقة إضافية في التنبؤ: 👈 يُعتقد أن جان استخدم التنجيم المالي لتأكيد الإشارات القادمة من أدواته الأخرى (زوايا جان، المربعات، الدورات الزمنية). إذا أشارت الأدوات الفنية والزمنية إلى نقطة تحول محتملة، وتزامنت مع حدث فلكي مُحدد (مثل زاوية مهمة بين كوكبين)، فإن هذا التزامن قد يُعزز قوة إشارة التنبؤ.
- كنقطة مرجعية للتنبؤات بعيدة المدى: 👈 الدورات الفلكية للكواكب الكبرى (مثل زحل، المشتري، أورانوس، نبتون) تمتد لسنوات وعقود، وقد تُوفر نقاط مرجعية للتنبؤ بالاتجاهات الكبرى جداً في الأسواق على مدى فترات زمنية طويلة.
جان لم ير في التنجيم المالي مجرد “تنجيم” بالمعنى الخرافي الشعبي، بل رآه كـ “علم” يدرس القوانين الدقيقة لحركات الأجرام السماوية وكيف يمكن ربط هذه القوانين بالظواهر الأرضية (بما في ذلك الأسواق المالية).
حقيقة أم خرافة؟ الجدل حول استخدام جان للتنجيم المالي
استخدام جان المزعوم للتنجيم المالي هو بلا شك الجانب الأكثر إثارة للجدل في منهجه. يرى البعض أنه يُمثل جوهر أسرار جان وقوته التنبؤية، بينما يراه آخرون مجرد خرافة لا أساس لها في تحليل الأسواق.
- رأي المؤيدين: 👈 مُتبعو جان الذين يُؤمنون باستخدامه للتنجيم المالي يرون أن الدلائل في كتاباته قوية جداً، وأن هناك علاقات متكررة بين الأحداث الفلكية ونقاط التحول في الأسواق (بحسب دراساتهم). يرون أن جان اكتشف فعلاً قوانين كونية تربط بين حركات الكواكب والأسواق، وأن هذا هو جزء من عبقريته كـ “صائد أسرار”. يرون أن التنجيم المالي هو المفتاح لفهم أعمق لمنهج جان وأدواته الزمنية. (يمكن إضافة صورة رمزية لشخص يدرس مخطط فلكي ومالي معاً هنا)
- رأي المنتقدين: 👈 يرفض المحللون الماليون التقليديون والعلماء فكرة ربط حركة الكواكب بالأسواق المالية بشكل قاطع. يرون أن التنجيم ليس علماً، وأن أي ارتباط بين الأحداث الفلكية وحركة الأسواق هو مجرد صدفة أو “رؤية أنماط” حيث لا توجد (Apophenia). يرون أن أساليب جان التي تعتمد على الرياضيات والهندسة والزمن يُمكن تفسيرها بدون الحاجة للتنجيم، وأن الجانب الفلكي في كتاباته إما مُبالغ فيه من قبل مُتبعيه أو كان جان نفسه مخطئاً في هذا الجانب. يرون أن استخدام التنجيم المالي هو “خرافة” لا مكان لها في التحليل المالي الجاد ويُقلل من مصداقية أي منهج يعتمد عليه. (يمكن إضافة صورة رمزية لشخص يشكك بشدة أو علامة ممنوع على رموز فلكية في سياق مالي هنا)
نظراً لعدم وجود شرح مباشر ومُفصل من جان نفسه، وعدم وجود أدلة علمية مُعترف بها تربط بين حركات الكواكب والأسواق، فإن هذا الجانب من منهجه يظل في منطقة غامضة وغير مُثبتة للكثيرين.
هل يجب على المتداولين اليوم دراسة التنجيم المالي في سياق جان؟
بالنسبة للمتداولين اليوم الذين يرغبون في دراسة منهج جان، فإن مسألة دراسة الجانب الفلكي تعتمد على اهتماماتهم وأهدافهم:
- إذا كنت مهتماً بفلسفة جان الكاملة وبحثه عن القوانين الكونية: 👈 فإن دراسة الجانب الفلكي (حتى لو كان غامضاً) ضرورية لفهم عمق تفكيره ومنهجه ككل.
- إذا كنت مهتماً بتطبيق أدوات جان العملية (زوايا، مربعات، دورات زمنية مبسطة): 👈 يمكنك البدء بدراسة هذه الأدوات من كتبه ودوراته وشروحات مُتبعيه التي لا تركز بشكل كبير على الجانب الفلكي. العديد من مُتبعي جان يُطبقون أدواته دون التركيز على التنجيم المالي.
- كن حذراً جداً من الخدمات التي تُقدم “حلولاً سحرية” بناءً على التنجيم المالي. 📌 هناك الكثير من الادعاءات غير المثبتة في هذا المجال. أي منهج تداول يعتمد على التنجيم المالي وحده يجب التعامل معه بحذر شديد وتشكيك.
يمكنك الاستفادة من منهج جان (خاصة أدواته الزمنية والسعرية) دون الغوص في التنجيم المالي إذا لم تكن مُقتنعاً به أو مهتماً بجوانبه المعقدة وغير المثبتة. ولكن لفهم جان كـ “صائد أسرار” وباحث عن القوانين الكونية، فإن هذا الجانب ضروري للدراسة.
الخلاصة النهائية: الجانب المتعلق بـ **التنجيم المالي** هو الأكثر غموضاً وجدلاً في منهج و. د. جان. على الرغم من أن جان لم يُعلن صراحةً عن اعتماده الكامل على الكواكب، فإن **الدلائل** في كتاباته (الإشارات إلى علم الفلك، الدورات الزمنية المطابقة للدورات الفلكية، استخدام الزوايا، التواريخ في الرواية، شهادات بعض التلاميذ) تُشير بقوة إلى أنه كان يستخدم مفاهيم فلكية كجزء من بحثه عن **القوانين الكونية** التي تُحكم الأسواق. يُعتقد أنه استخدم التنجيم المالي لإيجاد نظام مُنظم للزمن في الأسواق وللحصول على دقة إضافية في التنبؤ بنقاط التحول.
ومع ذلك، فإن هذا الجانب يظل موضوعاً لجدل عنيف. يرى المؤيدون أنه جزء حقيقي وفعال من منهجه، بينما يراه المنتقدون مجرد خرافة لا أساس علمي لها. نظراً لعدم وجود شرح مباشر ومُفصل من جان نفسه، وعدم وجود أدلة علمية مُعترف بها تربط بين الفلك والأسواق، فإن هذا الجانب يظل في منطقة غامضة وغير مُثبتة للكثيرين.
بالنسبة للمتداولين اليوم، يُمكن الاستفادة من منهج جان (خاصة أدواته الزمنية والسعرية) دون الغوص في التنجيم المالي إذا لم تكن مُقتنعاً به أو مهتماً بجوانبه غير المثبتة. ولكن لفهم جان كـ “صائد أسرار” وباحث عن القوانين الكونية بشكل كامل، فإن دراسة هذا الجانب ضرورية. يجب التعامل معه بحذر شديد، وتجنب الادعاءات غير المثبتة، وعدم الاعتماد عليه وحده في قرارات التداول. إنه يُمثل الجانب “الخفي” في منهجه، والذي يظل لغزاً يُثير فضول الباحثين عن أسرار الأسواق.
نصيحة أخيرة: إذا قررت استكشاف الجانب الفلكي في منهج جان، فابدأ بفهم فلسفته العامة وأدواته الزمنية والسعرية أولاً. تعامل مع الجانب الفلكي كجزء من بحث جان عن القوانين الكونية، ولكن كن نقدياً جداً بشأن أي ادعاءات بالتنبؤ الدقيق بناءً على التنجيم المالي وحده.